gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 9 زائر متصل
الرئيسية مقالات ومختارات مقالات مناسبات الصليب الصليب: منظور لاهوتي شرقي -

منذ عهد حكم قسطنطين الكبير وانتشار الاعتقاد بأن أمه هيلانَه قد عثرت على الصليب خلال رحله الحج (السفر لزيارة المقدسات) إلى أورشليم / القدس، انتشرت بسرعة شديدة عبادة القطع الأثرية للصليب والتي توزعت في كل العالم المسيحي في شكل أجزاء خشبية من الخشب المقدّس للصليب ذاته. وأصبحت المصوغات المصنوعة على شكل صليب جزءًا شائعًا من حياة عامة الشعب وأيضًا رجال الدين.

وكانت عادة ما تُستخدم كتوضيح للرتبة الكنسية؛ أيضًا أصبحت الكنائس وكذلك تيجان الحكام والملوك المسيحيين تُتوج بالصليب.  حتى ما صار أخيرًا الصليب المنسوج والمطرز في القماش يُستخدم كحُلة تُلبس؛ أيضًا كانت مباني الكنائس تُصمم على شكل صليب.
توضح أيقونات الصليب موتَ يسوع وأما أيقونات الصليب الفارغ تُمثل القيامة.  ويُمَثَل الصليب في كثيرٍ من الأحيان كشجرة الحياة ذات الأوراق أو الزهور المزدهرة. وكان يُنظر للصليب مُعطي الحياة وللمسيح المشار اليه بالصليب المزدهر، على انه شجرة الحياة. كانت تُعرف الصلبان المعقدة المنحوتة باسم (كاتكار) وكانت نموذجًا شائعًا في الفن الأرميني المسيحي. عُرِفت الصلبان المعدنية المنحوتة كثيرة التفاصيل في أثيوبيا.  وأما بشأن المسيحية القبطية كانت تُستخدم الصلبان ذات المقابض، أي العلامة الهيروغليفية (عنخ) مفتاح الحياة، كمثال للصليب.
عادة ما كانت تُعطى البركة الكهنوتية من خلال تمرير الصليب في الهواء أمام الشخص أو على الشيء المراد مباركته؛ في التقليد البيزنطي وغيره من التقاليد كانت أصابع الكهنة ترشم الحروف الأخيرة من كلمتي إيسوس (يسوع) وكريستوس (المسيح). فالمسيحيون يباركون أنفسهم بعلامة الصليب.  مارس المسيحيون الشرقيون الأرثوذكسيون عملية رشم علامة الصليب من اليمين إلى اليسار،  بواسطة استخدام ثلاثة أصابع من اليد اليمنى تُجمع سويًا في إشارة للثالوث الأقدس، ويُطوى الإصبعين الآخرين للأسفل لتُمثل لاهوت وناسوت المسيح.  أما المسيحيون الاوائل فأبقوا على عادة قديمة جدا لرشم علامة الصليب باستخدام إصبعين، كعلامة لرفضهم التعليم الهرطوقي القائل بأن الاب قد تجسد وتألم في الابن.  والأرمينيون، مثلهم في ذلك مثل اللاتين، فهم يرشمون علامة الصليب بأيدٍ مفتوحة.
ويقف الصليب عادةً إما على أو خلف المائدة المقدّسة، الصلبان اليدوية المصنوعة غالبّا من المعادن النفيسة كانت تُستخدم للبركة. ويحمل الكثير من ألاساقفة الأرثوذكسيين الشرقيين صليبًا للبركة في كل الأوقات.
القطعة الأثرية الكبرى للصليب الحقيقي في أورشليم/ القدس، التي فُقدت نتيجة الغزو الفارسي سنة 614 م قد أُعيدت مرة أخرى على يد الإمبراطور هيرقليوس وذلك غالبًا لإرضاء زوجة الملك الفارسي الملكة المسيحية، شيرين.
أما بطريرك الكنيسة الشرقية، ايشوعاب الثاني (628-46)م، فهو من قام بدور الرسول بين الفرس والبيزنطيين، وربما قد أعاد هو بقايا الصليب للإمبراطور هيرقليوس.  أما عيد الصليب، والمحتفل به في 14 سبتمبر، وهو ما يشمل بحسب التقليد في القرن السابع تعظيم وتمجيد الصليب، فعُرف باسم تمجيد الصليب للاحتفال بعودة الصليب وتبجيله في أورشليم/القدس (631) م.  يُمهد عيد منتصف الصوم الكبير (ستافروكينيسيس) المرتبط بتمجيد الصليب للاحتفال بآلام الصليب.  وقد ظل الصليب في عصر تحطيم الأيقونات رمزًا مرئيًا واضحًا ومهمًا للإيمان المسيحي؛  ومن الجدير بالملاحظة أن ممارسة تمجيد الصليب اشتهرت لأول مرة في فترة ما بين عصري تحطيم الأيقونات الاول من 430-787م، والثاني من 813- 843م.
نشرت المقالة بعنوان:
“Cross” in the Blackwell Dictionarey of Eastern Christianity, Oxford: Blackwell Publishing, 2001, 143- 144.