gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 8 زائر متصل
الرئيسية أسئلة وأجوبة جدول الأسئلة الغفـران في المسيحيـــة؟ -
تقييم المستخدمين: / 0
الأسوأالأفضل 

كلمة غفران في الكتاب المقدس، تعني تغطية الخطايا، أو سترها  أو التكفير عنها. و قد استعلمت لأول مرة في سفر التكوين ( 6 :14) بمعنى ’ طلي‘ ثم تطورت بالمعنى، حتى استعملت للغطاء في قدس الأقداس. وفي العهد الجديد، استعملت للتكفير عن الخطايا بدم المسيح. اذن فالغفران  هو ستر خطايانا بدم كفارة المسيح.

 في الواقع أنه حين نتأمل في موضوع الغفران من خلال الكتاب المقدس، يتضح لنا أن المسيح، هو علة غفران خطايانا، لانه كفر عنها، بموته على الصليب. هذه الحقيقة تكشفت للرسول يوحنا، فكتب لنا شهادته، إذ قال: "إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب، يسوع  المسيح البار. وهو كفارة لخطايانا. ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضا" (يوحنا الأولى 1) أيضا  جاءت كلمة غفران بمعنى رفع الخطايا، كقول يوحنا المعمدان: ’هودا حمل الله الذي يرفع خطية العالم‘ (يوحنا 1 :29).

وثمة سائل يقول: لماذا لا يغفر الله بدون كفارة؟ والجواب هو:

أولاً:  لان الله حاكم أدبي على جميع البشر، ومن مستلزمات عدالته و بره، أن يحترم الشريعة. والشريعة تقول: ’أن النفس التي تخطىء هي تموت‘.

ثانياً: إنه لصالح جميع البشر، أن تحترم الشريعة. لأن احترام الشريعة، ضمان الأمان والطمأنينة.

ثالثاً: كان يجوز للبشر أن يتقدموا بهذا السؤال، الذي فيه شيء من الاعتراض، لو كانوا هم أنفسهم مطالبين بتقديم الكفارة. أما وقد قدم الله نفسه هذه الكفارة، فمن الواجب أن " يسند كل فم، و يصير كل العالم تحت قصاص من الله." (رومية 3 :19) ولكن الله, الذي هو غني في الرحمة، فلأجل مسرته، يبررنا مجانا  بنعمته بالفداء، الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة، بالإيمان بدمه، لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله (رومية 3 : 24، 25). 

 الإنسان والغفران :

من المسلم به، أن الذين يشعرون بشناعة خطاياهم، يحاولون إرضاء الله بوسائل مختلفة لكي يغفر لهم :

 1- بالأعمال الصالحة: الأعمال الصالحة, لها قيمة طيبة في حد ذاتها, و لكنها لا تستطيع أن تنال غفران الله عن الخطايا السالفة. هذه الحقيقة أعلنت لنا على لسان إشعياء النبي ، حين قال قد صرنا كلنا كنجس و كثوب عدة كل أعمال برنا، وقد ذبلنا كورقة و آثامنا كريح تحملنا (إشعياء 46 : 6) وهذه الحقيقة نفسها كشفت للرسول بولس، فكتب لنا وصيته الملهمة بالروح القدس : " ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها ". (أفسس 2: 9-10)

ونفهم من قول الرسول المغبوط، أن الأعمال الطيبة التي يقوم بها الإنسان ، لا يمكن أن تنيله الغفران. لأن لا فضل له فيها، إذ هي من الواجبات الضرورية، التي وضعت عليه. والمسيح نفسه، أشار إلى هذه الحقيقة حين قال: " متى فعلتم كل ما أمرتكم به، فقولوا إننا عبيد بطالون، لأننا إنما عملنا ما كان يجب علينا  " ( الإنجيل بحسب لوقا 7:01). فكأن المسيح، يذكرنا بالوصية الأولى والعظمى في الناموس : " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك " و هذه الوصية تعني أن محبتنا للرب يجب أن تقترن بخدمته و عمل الصالح قدام عينيه. ولعل أروع مثل نتعلمه في سيرة داود، الذي حين قدم هو ورجاله كمية ضخمة من الذهب لبناء الهيكل قال: "  من أنا و من هو شعبي، حتى نستطيع أن ننتدب هكذا " لأن منك الجميع، ومن يدك أعطيناك، أيها الرب إلهنا كل هذه الثروة، التي هيأناها، لنبني بيتا  لأسم قدسك، إنما هي من يدك و لك و الكل ".

صحيح، أن الأعمال الصالحة ضرورية جدا  نظرا  لتوافقها مع أفكار الله، لكن الأعمال الصالحة، لا يمكنها أن تشتري الغفران، و إلا لحذفت كلمة نعمة من معاجم اللغة.

2- الصلاة : الصلاة أيضا ، ليست  بوسيلة غفران فالخاطئ قد أساء إلى الله، و ليس باستطاعته أن يعوض عن الإساءة بمجرد التوسل والابتهال. و كذلك لا يستطيع بالتوسل والابتهال، أن يحظى برحمة الله لان رحمة الله مقترنة بكماله المطلق في العدل.

و كذلك الخاطئ لا يتمتع  بشفاعة الروح القدس، الذي يجعل نفس الإنسان متوافقة مع الله، و بالتالي يشفع في صلاته، و يجعلها مقتدرة كثيرا  في فعلها.

وثمة من يسأل : من يستطيع إذن أن يصلي ? الجواب : الذي قبل المسيح، ونال غسل خطاياه بدم صليب الفادي. لذلك فالصلاة، ليست وسيلة للحصول على الغفران. و إنما هي علاقة طيبة يتمتع بها الإنسان مع الله، بعد غفران خطاياه.

 3- الصوم : الصوم مظهر من مظاهر التذلل و كسر النفس، إلا أن ممارسته لا تكفي للتعويض عن الإهانة الموجهة إلى الله بسبب الخطية. وبالتالي، لا يتيح للخاطئ الغفران.

و قد عرف بالاختبار أن الذين يصومون، طمعا  في ثواب الله، هم في الواقع لا يؤدون بصومهم عملا  نافعا  لله وللناس، يستحقون من أجله جزاء. فقد قال الله :" ل ما ن حتم وصمتم، هل صمتم صوما  لي؟ و لما أكلتم و شربتم، أفما كنتم أنتم الآكلين، و أنتم الشاربين ?" ( زكريا 7:5 )

 4- الشفاعة :ليس في الكتاب المقدس تعليم يقول أن شفاعة الأولياء والقديسين، الذين سبقونا، تغفر الخطايا. وقد جاء في التعليم الرسولي أنه " يوجد إله واحد ووسيط واحد، بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع، الشهادة في أوقاتها ". (1تيموثاوس 2 :5 ) و ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس إسما  آخر تحت السماء، قد أعطي بين الناس، به ينبغي أن نخلص ( أعمال الرسل 5 :21).

 5- التوبة : ما أجمل التوبة ! إنها تحول دون ارتكاب الكثير من الخطايا. و لكنها مع جمالها لا تستطيع غفران ما سلف من الخطايا.... إن قاتلا ، ارتكب جريمة قتل، و لكنه في أثناء المحاكمة يقطع وعدا  بالكف عن إرتكاب الجرائم. فهل يجد القاضي في وعده سببا  للعفو عنه ? كلا إطلاقا ، لأن القاضي الذي أقيم حارسا  على القانون، لا يمكن أن ينقضه. فإن كان القاضي الأرضي، لا يجيز لنفسه كسر العدالة، فكم بالحري يكون قاضي السماء و الأرض، الذي قال : النفس التي تخطىء هي تموت (حزقيال 18: 20)

 كيف نحصل على الغفران إذا؟

هذا سؤال، تردد على لسان كل خاطئ إستيقظ ضميره من س بات نوم الموت، في كل جيل وعصر. و الجواب عليه : بالفداء.إذ يقرأ في رسالة كولوسي هذه التسبيحة الرائعة : "... شاكرين الآب، الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين من النور، الذي أنقذنا من سلطان الظلمة و نقلنا إلى ملكوت ابن محبته، الذي لنا فيه الفداء، بدمه غفران الخطايا" ( كولوسي 1: 21-41 )

هذه الحقيقة كشفت لرجال الله، فكتبوا لنا شهاداتهم بما أعلن لهم. منهم إشعياء النبي الذي نقل لنا إعلان الله القائل : " من تعب نفسه يرى و يشبع، وعبدي البار بمعرفته، يبرر كثيرين و آثامهم هو يحملها. لذلك أقسم لهم بين الأعزاء، ومع العظماء يقسم غنيمة,من أجل أنه سكب للموت نفسه، و أحصي مع آثمة. و هو حمل خطية كثيرين، و شفع في المذنبين ". ( إشعياء 35 : 11-21) و منهم يوحنا المعمدان، الذي كشف عن بصيرته فعرف أن يسوع هو المسيح فادي الخطاة، فقال : هوذا حمل الله، الذي يرفع خطية العالم" (يوحنا 1 :29).

في الواقع إن معلنات الله في الإنجيل المقدس، تؤكد لنا أن غفران الخطايا، هو نتيجة الفداء الأولى. و قد أشار المسيح إلى ذلك، حين رسم العشاء الرباني، إذ قال : " هذا هو دمي، الذي للعهد الجديد، الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا " (متى 26 :28 ).

و الغفران، ينال بالنعمة، , المسيح هو وسيط النعمة. لأن فيه اختارنا الآب للحياة الأبدية, وفيه تبنانا، و فيه باركنا بكل بركة روحية في السماوات.

بالفداء العظيم، صار المسيح وسيط صالحنا مع الله. وثمرة الفداء، هي غفران الخطايا. وكمية الغفران، ليست محدودة، لأن الله غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة.

أما نتائج الغفران فهي:

1-     ارتداد غضب الله عن الخاطئ, و تدفق الرضوان الإلهي عليه بحسب غنى نعمته، التي أنعم بها علينا فى المحبوب يسوع.

2-     كسر شوكة الآلام المبرحة، التي ينشئها نخس الضمير المحتج في قلب الإنسان.

3-     رفع العقاب الذي يستحقه الإنسان، بسبب خطاياه، وشفاء ضميره من أعمال ميتة ليخدم الله الحي.  فشكرا لله لأجل غفرانه.