gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 8 زائر متصل
الرئيسية ركن العائلة دراسات خاصة بالرجل الأبوة -

عزيزي الأب:
لكي يعرف الأباء كيف يجب أن تكون الأبوة، عليهم أن يعرفوا صفات الأب السماوي والتمثل بها، "أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ"(1يوحنا 3: 1).
وهنا نرى أربعة أمور:
1- القيادة: Leadership
لا ينجح عمل بدون قائد والأبناء يحتاجون إلى قائد، والرب يكلف الأب أن يقوم بهذا الدور،

 أن يعلم أبناءه ويرشدهم في طريق الحياة الطويل، ويقدم لهم المشورة الصالحة، والوالد هو الأب الروحي لأولاده، فمن فمه يحتاجون أن يسمعوا التعليم الحكيم، ومن تصرفات الأب يتعلم الطفل كيف يختار التصرفات الواعية والاختيارات السليمة والقدرات الجيدة، ومن محبة الأب يكتشف الطفل هويته وقيمته الحقيقية وأن يحترم نفسه ويرضى بها ويشعر الأبناء بالاحترام لوالدهم عندما يكون قائداً ناجحاً.
2- العناية: Care
"إِنَّ قِسْمَ الرَّبِّ هُوَ شَعْبُهُ .. أَحَاطَ بِهِ وَلاحَظَهُ، وَصَانَهُ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ، كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ وَيَأْخُذُهَا وَيَحْمِلُهَا عَلى مَنَاكِبِهِ" (تثنية 32: 9-11).
الأطفال يحتاجون إلى عناية، وإلى من يسدد احتياجاتهم، وقد أعطى الله الأب في الأسرة المسئولية الأساسية لتسديد هذه الاحتياجات، بل إن ما يعطيه الله من رزق للأب كبيراً كان أو صغيراً هو للعناية بأسرته، بل أن إيراد الأب هو منحة من الله ليعبر بها عن محبته لأسرته، ويشعر الأولاد بالامتنان   Appreciation   لأبيهم عندما يعتني بهم.
3- الوقت: Time
 "أُعَلِّمُكَ وَأُرْشِدُكَ الطَّرِيقَ الَّتِي تَسْلُكُهَا. أَنْصَحُكَ. عَيْنِي عَلَيْكَ" (مزمور 32: 8).
كثيرزن من الآباء يندمجون في العمل ليل نهار لتوفير الرعاية لأولادهم، لكن لا يجدون وقتاً كافياً لقضائه معهم، واقع الأمر أن هذا الوقت يشكل لحظات جوهرية في حياة الطفل، فهو يساعد على إنمائه، ويعطيك فرصة أن تتعرف على مشاكله، والمخاطر التي تحيط به، وهذا ليس من خلال أسئلة واستفسارات، لكن أثناء اللعب معه، النزهة، الرياضة، أثناء التمتع ببركات الله معه.
هذا الوقت الذي تعطيه لطفلك أقيم من أي هدية تقدمها له، وعندما يعطي الأب الوقت الكافي لأولاده، فإنهم يشعرون تجاهه بالتقدير.
4- نفسه: Himself
"لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ …" (يوحنا 3: 16)، أعظم عطية هي أن يعطي الأب نفسه لأولاده، وكأنه يقول لأبنائه: علاقتي بكم ليست مجرد وقت أقضيه معكم، أو مسئولية أتحملها، بل أنا أقدم لكم كلَّ اهتمامي .. أرعاكم في كل لحظة وسوف أقف بجانبكم في كل مشكلة، سأكون لكم دائماً، الأذن الصاغية، والعين الساهرة، واليد الحنونة، سأكون الدرع الذي يحميكم والحب الذي يحيط بكم حتى أعبر بكم إلى بر الأمان.
في تكوين 15: 1 يقول: "لاَ تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدّاً"، هكذا يرينا الآب السماوي كيف يكون الأب في الأسرة، وإذ كان الأولاد (الأبناء) سيشعرون نحو والدهم بالاحترام لقيادته، وبالامتنان لعنايته، وبالتقدير للوقت الذي يعطيه لهم، إلا أنهم سيشعرون نحوه بالحب الذي يتمناه كل أب عندما يعطيهم نفسه.
وقد اشترك ثلاثة علماء يعملون في  MayoClinic بأمريكا في الأبحاث الفسيولوجية والنفسية التي تحدث للرجل عندما يعرف أنه سيصبح أباً، يقول البحث: أنه من المتوقع أن يتمتع الأباء بحياتهم وصحتهم النفسية والجسدية أكثر من العُزَّاب، إذا كان الزواج موفقاً"، كما تحدث أيضاً تغيرات هرمونية، فعندما يعلم الزوج أنه سيصبح أباً:
أ )  يقل هرمون التستوسترون قليلاً، فتقل الرغبة الجنسية عند الزوج في فترة الحمل.
ب)  يقل هرمون الضغوط Cortisol (كورتزول).
ج) ترتفع نسبة هرمون الاسترين الأنثوي (والموجود بنسبة قليلة في الذكر)، بنسبة ضئيلة، ولكن هذه التغيرات تجعل الأب متجاوباً في الاهتمام بطفله، مساعداً، يرغب في حمله، والعناية به عندما يبكي، واللعب معه، لذلك ينصح الأطباء أن لا يقاوم الأباء هذا الشعور، ليس هذا فقط، بل الأب الذي يحضر ولادة طفله، يصبح أكثر تعاوناً، ويشعر بالمشاركة الفعلية ويقوم بها في رعاية أطفاله.
وقد وجد بالإحصائيات أن الأب وقد أصبح مسئولاً يهتم أن:
1- يمتنع عن التدخين وشرب الخمور والسهر الزائد.
2- لا يعود إلى قيادة سيارته بتهور.
3- يذهب للطبيب لرعاية صحته، فقد أصبح يرغب في الحياة أكثر من أي وقت آخر.
إذن فمن نعم الرب على الرجل أن يُصبح أباً، ويقدم أطباء Mayo Clinic بأمريكا عشر نصائح للأباء:-
1- قبل الزواج، اهتم بعلاج أي مرض تعاني منه مثل ضغط الدم، السكر، .. الخ، حتى لا تزيد الضغوط عليك بعد أن تصبح أباً.
2- نَّمِ علاقتك بزوجتك ورتب معها الوقت الكافي لكي تقضوا جميعاً الأجازة الأسبوعية معاً كأسرة.
3- اهتم باستمرار بالمذبح العائلي.
4- كن قدوة لأولادك، مثلاً في تناول الطعام، ليكن مفيداً دون إفراط وأكثر من تناول الخضروات والفاكهة والحبوب "البليلة" والبروتينات، مع الإقلال من النشويات والسكريات والدهون. 
5- كن قدوة في السلوك المسيحي، فالقدوة أروع من أي خطبة تعليمية في هذا الوجود، وأولادك سيقلدونك دون مجهود.
6- اهتم بالرياضة، بالذات مع أولادك.
7- استمر في تنمية رغبتك في القراءة والمعرفة، غذي عقلك لتغذي أولادك روحياً وعلمياً.
8- تحمل أولادك مهما كانت عيوبهم، فالأبوة محبة وقبول غير مشروطين.
9- أعط الأولوية دائماً لأسرتك.
10- تذكر باستمرار أن الحياة ليست دائماً وردية، لكن قف أنت وزوجتك في مواجهة الظروف الصعبة، لا تفشل، ولا تستسلم للانهيار، الرب الذي ثقلك بمسئولية الأبوة والذي سيعطيك القوة والرؤية الحسنة والمساندة.
عزيزي الأب، من نعم الله عليك أن تكون أباً، وكلما أعطيت لأسرتك، أعطتك أسرتك، ويصبح لك هدف في الحياة، وتحسنت صحتك النفسية والجسدية، لأن الأبوة تثبت الثقة بالنفس واحترام الذات والمثالية.
ورغم أن الأبوة لها سلبياتها وإيجابياتها، لكن لو أنك أصبحت الأب الحنون، المهتم، المتعاطف، الصبور، لمحب، فإنك لن ترى إنجازاً في الحياة أروع من أن ترى أبناءك ينمون ويزدهرون.

 


 

اضف تعليق


الكود
تغير الكود