gototopgototop
Get Adobe Flash player

ترجم الموقع إلى لغتك

من كتاباتي

  • الموت في المفهوم المسيحي
  • المفهوم المسيحي للعشاء الرباني
  • نؤمن بإله واحد
  • عودة المسيح ثانية ودينونة العالم
  • الزواج في المسيحية
  • المفهوم اللاهوتي للثورة
  • الثالوث في المسيحية توحيد أم شرك بالله

ابحث في الموقع

رأيك يهمنا

هل تعتقد أن الأعمال الحسنة والأخلاق الجيدة تؤدي بالإنسان إلى الجنة؟
 

زوار من كل مكان

free counters

المتواجدون الآن

يوجد حالياً 8 زائر متصل
الرئيسية مقالات ومختارات مقالات ثقافية المسيحيون واللغة العربية اللّغة العربيَّة وعاءً للتفكير اللاهوتيّ مراحل الإحلال والتحول -

منذ دخول المسيحية مصر لم تفرض لغة مقدسة، ولم تناد بذلك، بل تفاعلت مع اللغات المحليَّة لأهل البلد الأصليين، وفي بحثنا عن اللغة لابد أنْ نؤكد على أهمية اللغة كأداة للتواصل بين البشر وفي نفس الوقت هي ترجمة للفكر وفي قصة برج بابل الواردة في سفر (التكوين 11: 1- 9) نعرف كيف كانت اللغة هامة للتواصل والإنجاز أيضًا؛ والجدير بالذكر أن اللغة العربيَّة من ضمن اللغات التي ورد ذكرها في يوم الخمسين كما جاء في سفر (أعمال الرسل 2: 11) "…كِرِيتِيُّونَ وَعَرَبٌ نَسْمَعُهُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا بِعَظَائِمِ اللهِ؟.

وفي ظل الحكم العربيّ الإسلاميّ لمنطقة الشرق  الأوسط في القرون الوسطى حدث أنَّ اندثرت اللغات المحليَّة وعمَّت اللغة العربيَّة فكرًا وتعبيرًا، وكان هذا استجابة من مفكري الكنيسة المستنيرين مثل الأنبا ساويرس بن المقفع في القرن العاشر الميلاديّ والأنبا غبريال بن تريك في القرن الثاني عشر الميلاديّ، وبرغم أنَّ الأمر كان صعبًا على الكنيسة إلاّ أنَّه في سبيل التعايش، والتواصل، ومحاولة التعبير عن الإيمان المسيحيّ بلغةٍ مفهومة للآخر المختلف في الإيمان، تعرَّبت الكنيسة، وتعرَّب الفكر المسيحيّ.

مراحل التحول اللغوي في مصر منذ القرن الأول حتى القرن السابع الميلادي:
حُفِظَ التراث المسيحيّ في مصر في لغاتٍ مختلفة منها اليونانيَّة، والقبطيَّة، والعربيَّة، ويذكر جورج حبيب بباوي هذه الحقيقة فيقول: "إنَّ التراث المسيحيّ المصريّ مدون باللغات اليونانيَّة، القبطيَّة، والعربيَّة. وتمثل كل لغة من هذه اللغات حقبة طويلة من حقبات تاريخ الكنيسة القبطيَّة (المصرية) الذي يمتد إلى يقرب من 1900 سنة. وعصر التأليف باليونانيَّة يبدأ بالقديس إكلمندس الإسكندري ويتوقف تقريبًا عند القديس كيرلس عمود الدين. أمَّا عصر التأليف بالقبطيَّة – وهو عصر ترجمة ما كتبه آباء الإسكندرية باليونانيَّة إلى القبطيَّة – فهو يمتد في الواقع من القرن الرابع حتى القرن العاشر تقريبًا .. ومع أنَّ كل الشواهد تقطع بوجود حركة ترجمة قوية في ذلك العصر إلا أن ما وصلنا من وثائق قبطيَّة لنصوص آباء الإسكندرية وغيرهم هو قليل جدًا، ربما لأن أغلبه قد دُمِرَ واندثر، ثم نجيء إلى عصر التأليف باللغة العربيَّة الذي بدأه العالم الجليل الأسقف ساويرس ابن المقفع، الذي وضع العديد من المؤلفات باللغة العربيَّة، مثل "الدر الثمين في إيضاح الدين"، وهو شرح للإيمان الأرثوذكسي، ثم تاريخ البطاركة، وهو السجل التاريخيّ الكامل للفترة من مار مرقس إلى عصر ابن المقفع نفسه، والذي أكمله عدد أخر من المؤلفين والمؤرخين"1
ومن هذا يتبين لنا أنَّ تراثنا المسيحيّ المصريّ مرَّ بثلاث حقب زمنيَّة وهي:
1- مرحلة الكتابة باللغة اليونانيَّة.
2- مرحلة الكتابة باللغة القبطيَّة.
3- مرحلة الكتابة باللغة العربيَّة.
والمرحلة التي نتوقف عندها هي المرحلة العربيَّة، والسؤال الذي يدعو إلى الدهشة هو: متى تحدث مسيحيو الشرق الأوسط اللغة العربيَّة؟ وهل جاء هذا التحول سريعًا أم بطيئًا؟ ونلاحظ معًا أنه في القرن السابع أبان الغزو العربيّ لبلاد الشرق الأوسط كان لكل بلد لغتها الخاصة بها. ولكن لما حلَّ القرن العاشر الميلادي كانت معظم البلاد في الشرق الأوسط تتحدث اللغة العربيَّة. ثلاثة قرون غيَّرت وجه الشرق الأوسط من أغلبيَّة تدين بالمسيحية وتتحدث اللغة القبطيَّة مثلا في مصر إلى أقلية مسيحيَّة تتحدث اللغة القبطيَّة، وأغلبية إسلامية تتحدث العربيَّة بل نستطيع أنْ نقول أنَّ اللغة القبطيَّة اندثرت كلغة وبقيت كتراث والواقع العربيّ يشهد على أنَّ اللغات المحليَّة اندثرت وحلَّت محلها اللغة العربيَّة لغة التعامل اليوميّ كما أنَّها لغة العبادة ولغة التأليف أيضًا بل الأكثر من ذلك هي لغة التفكير اللاهوتيّ المسيحيّ.
ما هي العوامل التي ساعدت على اضمحلال اللغة القبطيَّة؟
عند البحث عن العوامل التي أدت إلى اضمحلال اللغة القبطيَّة نجد أنَّ الأسباب كثيرة ومتنوعة- منها السياسيّ، والاقتصاديّ، والدينيّ – ولكن نذكر منها البعض كما أورده القس شنوده ماهر وهي خمسة أسباب2:
أولاً: قرار تعريب الدواوين
والذي أصدره والي مصر الوليد بن عبد الملك سنة 706م، ومسارعة الكتَّاب الأقباط إلى تعلم العربيَّة للاحتفاظ بوظائفهم في الدواوين مما ساعد على نشر اللغة العربيَّة. فهي لغة الحاكم، وهي الوسيلة للوصول إلى المراكز القيادية التي ترفع عنهم بعض الغبن الذي كان ممكنا أن يتفاقم لو أنَّهم اعتزلوا الخدمة في الدواوين تاركين المجال لغيرهم.
ثانياً: تزايد عدد الذين اعتنقوا الإسلام من القبط
خلال موجات متلاحقة من الضغوط الاقتصادية والاضطهاد الدينيّ، وتركهم بالتبعية -عند دخولهم الدين الجديد– لغة الآباء والأجداد، واهتمامهم بدراسة لغة القرآن. كما أنَّ فتح أبواب الترقي أمام من يعتنقون الإسلام، إلى جانب الرغبة في التخلص من ضريبة الجزية التي تشتد وطأتها باطراد على من يتمسكون بالدين القديم ويقاومون الانتقال إلى الإسلام، كانت من العوامل التي ساعدت على سرعة التغير.
ثالثاً: منع استخدام اللغة القبطية
خصوصًا في أيام الحاكم بأمر الله (966- 1020م) الذي أصدر أمرًا بمنع استخدام اللغة القبطيَّة، وليس فقط في الأماكن العامة والدواوين، وإنَّما أيضًا على النطاق الخاص وفي المنازل، ومعاقبة كل من يستخدمها بقطع لسانه. وقد استمر كثير من خلفائه في محاربة اللغة القبطيَّة.
رابعاً: اضمحلال المؤسسات الرهبانية
والتي كانت معقلاً هامًا للإيمان المسيحيّ وحصنًا للغة القبطيَّة وتراثها. فبعدما كانت الأديرة مزدهرة وعامرة بالرهبان في أوائل الفتح العربيّ تدهور حالها بتعرضها لاضطهادات مريرة، وفرض السلطات الضرائب عليها، مما أدى إلى هجر الرهبان لأديرتهم وانخفاض عددهم.
خامساً: إدخال اللغة العربيَّة إلى الكنيسة
فقد أدى اتجاه الشعب إلى تعلم اللغة العربيَّة والتحدث بها إلى فشلهم في فهم لغتهم القبطيَّة واضطرار الكهنة أيضًا إلى تعلم العربيَّة لمواصلة عملهم الرعوي والتعليمي للشعب. فالقانون الثالث من قوانين البابا غبريال ابن تريك في القرن الثاني عشر يطالب الأساقفة بتعليم رعيتهم الصلاة الربانيَّة والأمانة المقدسة باللسان الذي يعرفونه ويفهمونه والمعروف- والكلام هنا للقس شنوده ماهر - أنَّ هذا البابا (غبريال ابن تريك) هو أول من صرَّح بقراءة الأناجيل والرسائل والمواعظ باللغة العربيَّة، بينما استمرت صلوات القداس التي تتلى كلها بالقبطيَّة وحدها لأن القبط كانوا يعتقدون أنَّ التقديس (العبادة) باللغة العربيَّة غير جائز شرعًا.
مراحل التحول والإحلال للغة العربيَّة:
تراجع اللغة القبطيَّة بدأ يتم على مراحل أولاً: غلبة اللغة القبطيَّة، ثم تعادل القوى في اللغة، وأخيراً تدهور ملحوظ في اللغة القبطيَّة، وسيادة للغة العربيَّة. وفي مقالٍ لأحد الدارسين المهتمين بهذه المسألة وهو احمد مختار عمر عن: الفتح الإسلامي وتعريب مصر3 تناول الأسباب التي أدَّت إلى انتشار اللغة العربيّةَ وذكر على سبيل المثال أسباباً سياسيَّة، واقتصاديَّة، ودينيَّة، وهجرات القبائل العربيَّة إلى مصر، والتي كانت عاملا هامًا لتعريب مصر. وذكر عمر، مراحل الصراع التي مرَّت بها اللغة العربيَّة لتحل محل الصدارة وهي ثلاث مراحل: المناوشة، التقدم، والنصر.
المرحلة الأولى: المناوشة
استمرت هذه المرحلة قرابة قرن من الزمان من الفتح العربيّ 20هـ/ 641م، إلى نهاية القرن الأول الهجري حدث في هذه المرحلة تبادل بين اللغتين القبطيَّة والعربيَّة، وتأثير من كلا الجانبين على الآخر نتيجة تعادل ميزان القوى لمعظم الوقت، وتضارب العوامل التي تعمل لصالح إحدى اللغتين وضدها. في هذه المرحلة كانت الترجمة هي الأمر السائد ترجمة من القبطيَّة إلى العربيَّة والعكس، وأيضاً كانت هذه المرحلة هي مرحلة اكتشاف للمفردات والتعابير ومحاولة إيجاد مفردات تعبر عن الغرض المطلوب وتذكر بعض المراجع أن الحكام العرب كانوا يستخدمون مترجمين في بادئ الأمر لتوصيل رسائلهم إلى أقباط مصر. وظل استعمال اللغة القبطيَّة بوصفها اللغة الرسمية حتى عام، عام 87 هـ/ 706م. وتنتهي هذه المرحلة بشبه تعادل مع تحقيق اللغة العربية شيئًا فشيئاً بعضاً من التقدم على حساب اللغة القبطيَّة، ومع ترك كلتا اللغتين شيئًا من معالمها للأخرى.
المرحلة الثانية: التقدم
تمتد هذه المرحلة فتشمل القرن الثاني الهجري كله والأعوام الخمسة عشر الأولى من القرن الثالث، وتتميز هذه المرحلة باختلال ميزان القوى لصالح اللغة العربيَّة التي حققت نجاحًا كبيرًا نتيجة عدة عوامل من أهمها:
1. ازدياد حركة تعريب الدولة.
2. تتابع هجرات القبائل العربيَّة إلى مصر لأسباب مختلفة بعضها سياسيّ، وبعضها دينيّ، وبعضها اقتصاديّ. وأحصى ماك مايكل ما أمكنه التعرف عليه من القبائل التي وفدت إلى مصر في الفترة ما بين 133هـ و242هـ فوجدها تبلغ ثلاثًا وثلاثين قبيلةً متفرقة في فروع قبلية مختلفة.
3. ازدياد عدد الداخلين في الإسلام نتيجة لنشاط الدراسات الإسلامية في مصر وللتخلص من دفع الجزية. وهذا السبب من أقوى الأسباب التي أدت إلى انتشار اللغة العربيَّة.
في نهاية هذه الفترة كان معظم سكان مصر يعرفون اللغة العربيَّة، كما كان تعلَّمها أمرًا ضروريًا لتحقيق مكانةً في المجتمع، ولإيجاد الشعور بالانتماء.
المرحلة الثالثة: النصر
تشمل هذه المرحلة بقية القرن الثالث ومعظم القرن الرابع الهجري أو جميعه، وبنهاية هذه المرحلة اختفى الصراع أو كاد، ونشأت مرحلة من الهدوء والاستقرار بدأت من القرن الخامس الهجري ومنذ ذلك الوقت أصبحت اللغة العربية هي اللغة السائدة في مصر، وأصبح من المستحيل على أي إنسان أنْ يهمل تعلّمها، أو يحاول تجاهلها. والعوامل التي ساعدت على ذلك في هذه المرحلة هي:
1. ازدياد الهجرات العربيَّة وانتشارها في طول البلاد وعرضها.
2. موقف الحكام المسلمين من الأقباط
فقد أخمد المأمون بعنف اكبر ثورة في البلاد شملت الوجه البحري كله (ثورة البشموريين) مما أدى إلى انزواء الأقباط ودخول كثير منهم في الإسلام، وقد حدث هذا عام 216هـ/ 831م، وجاء عصر الحاكم بأمر الله فسجل نهاية النفوذ القبطي في مصر 386هـ–411 هـ فقد اضطهد الأقباط، وألزمهم بزي معين، وهدم كنائسهم، وألغى الاحتفالات بأعيادهم، ويعلق جاك تاجر على عهد الحاكم بقوله "قبل أن يترك الحاكم عرشه قضى على نفوذ النصارى في مصر وأصبح تاريخهم جملة أحداث ثانوية، وفقدوا بعد ذلك شخصيتهم تدريجيًا ليندمجوا في سواد الشعب". 
3. استمرار إجراءات تعريب الدولة وصبغها صبغة إسلاميّة.
في عام 218هـ/ 833م، صدرت أوامر الخليفة المعتصم إلى واليه بمصر بتسريح الجيش العربيّ، وشطب أفراده من ديوان الجند، وقيد الأتراك مكانهم. وكانت النتيجة الحتمية لذلك بحث العرب عن وظائف مدنية لهم، واشتغالهم بالزراعة والتجارة، واندماجهم في السكان الأصليين، وإنشاء علاقات أسرية معهم.
وهكذا بحلول القرن العاشر الميلادي أصبحت اللغة العربيَّة هي اللغة الرسميَّة للدولة، وهي لغة الثقافة، والعلم، والأدب، والنثر، والشعر، وبالإجماع أصبحت هي لغة الإبداع. وابتدأت اللغة القبطيَّة في الاندثار والتقهقر إلى الأديرة بل أصبحت هناك شكوى عامة داخل الكنيسة في مصر، وهذا ما نلحظه في كتابات ساويرس ابن المقفع في القرن العاشر الميلادي في كتابه "الدر الثمين في إيضاح الدين" إذ قال:
"أقول أن السبب في كتمان هذا السر في هذا الزمان عن المؤمنين اختلاطهم بأجانب ولضياع لغتهم القبطيَّة الأصلية التي منها كانوا يعرفون مذهبهم، وصاروا لا يسمعون ذكر الثالوث بينهم إلا قليلا، ولا لابن الله ذكر بينهم إلا على سبيل المجاز، بل أكثر ما يسمعون أن الله فرد صمد، وبقية هذا الكلام الذي يقوله الغير فتعود به المؤمنون، وتربوا عليه حتى صار يصعب عليهم ذكر ابن الله، ولا يعرفون له تأويلا، ولا معنى"4
ويذكر ساويرس أيضا في نفس الكتاب المشار إليه في الباب العاشر : "ذكرت يا حبيب أن القبط في هذا الزمان قد كثرت فيهم الأقاويل المختلفة في الإيمان الأرثوذكسي. وأن الواحد منهم يرتئي بغير رأي الأخر ويكفره، وأنك متعجب في ذلك ومحتار. فلا تتعجب فإن السبب في ذلك جهلهم بلغتهم، لأن اللغة العربيَّة غلبت عليهم، فلم يبق أحد منهم يعرف ما يقرأ عليه في الكنيسة باللغة القبطيَّة فصاروا يسمعون ولا يفهمون، فبهذا السبب ضاع منهم علم المذهب المسيحيّ الذي ساد أولا على جميع قبائل النصرانيَّة"5
بلغ التأثير العربيّ الجارف على المسيحيين في مصر  أن وصل بهم الحال إلى أنهم داخل الكنيسة "يسمعون ولا يفهمون، ولا يعرفون ما يقرأ عليهم" هذه أزمة تربويَّة شخصها ساويرس ابن المقفع في القرن العاشر، وأن قرار تغيير اللغة لم يأت من الكنيسة لتساير العصر وإنَّما أتى من القاعدة من الشعب الذي ساير الأحداث وأجبر الكنيسة على الاستجـابة للغـة العربيَّة حرصًا على ما تبقى من المسيحيين الذين بقـوا على إيمانهم رغم قوة المؤثرات الخارجية.
ردود فعل عملية التعريب:
  1- جاءت ردود الفعل متباينة بين (القبول والرفض) فمثلا كان رد الفعل في سوريا، لبنان، فلسطين، العراق، أسرع من رد الفعل في مصر أي أن مصر تأخرت 100 سنة تقريبًا (أي قرن من الزمان) للاستجابة للغة العربيَّة وهذا مردوده أن بلاد الشام والعراق كانت تفصل مابين لغة القداس ولغة الشارع (اللغة العامة المعروفة للجميع) أمَّا في مصر فلغة القداس ولغة التعامل اليوميّ كانت لغة واحدة. وهذا يبين لنا أن بلاد الهلال الخصيب أبين وأفصح عنا في اللغة حتى الآن.
  2- أصبحت اللغة العربيَّة وعاءً للتفكير اللاهوتيّ، وتنصرت اللغة العربية إذ حوت الألفاظ والمفردات العربية معاني الإيمان المسيحي.
  3- أثرَّ التعريب على عملية الإبداع فكانت الثمار كتباً وترجمات للكتاب المقدس وصدرت موسوعات لاهوتية عبَّرت عن العمق الإيماني المسيحي في بيئة مغايرة، هذه الموسوعات اللاهوتيَّة لم تسقط القرينة الثقافية والحضارية من تفكيرها.
  4- لمع في سماء الفكر العربي مجموعة من المفكرين المسيحيين العرب ساهموا في صناعة الحضارة العربيَّة أذكر منهم على سبيل المثال: يحيى ابن عدي، ساويرس ابن المقفع، عمار البصري، حنين ابن اسحق، بولس البوشي، بطرس السدمنتي، أولاد العسال، ثاودورس أبو قرة، غبريال ابن تريك، سعيد ابن البطريق، جرجس ابن العميد، آلبختيشوع، وغيرهم كان لهم التواجد القوي في تاريخ الإبداع العربي.
  5- محاولة فهم الآخر، والتواصل معه، بلغة مشتركة يكون قادرًا على فهمها، واستيعابها لبناء جسور فهم وحوار مشترك.
  6-  المشاركة الفعالة في القضايا المشتركـة، ويعرض الشوباشي في كتابـه القيَّم: "لتحيا اللغة العربيَّـة: يسقط سيبويـه" (ص93-107) لمساهمات المسيحيين العرب في تطوير اللغة العربيَّة وبعد عرضه يقول:
"ويتضح من هذا الاستعراض السريع مدى إسهام المسيحيين في دعم وتطوير اللغة العربيَّة في كافة العصور وكل المجالات، من نشأة الكتابة إلى الأدب إلى الترجمة إلى الطباعة إلى الصحافة جنبًا إلى جنب مع اخوانهم المسلمين."6

  

اضف تعليق


الكود
تغير الكود