1- ذات يوم رأى سكان أورشليم موكباً كبيراً قادماً نحو المدينة. جماعة من الناس يسيرون في زحام والأغصان التي بأيديهم تحت أقدام راكب الأتان، ويعلو صوتهم ويتردد صداه بين الجبال التي تحيط بالمدينة وهم يصرخون: " أُوصَنَّا لاِبْنِ دَاوُد.. مُبَارَكٌ اَلآتيِ بِاسمِ اَلرّبُّ.. أُوصَنَّا فيِ اَلأعَاليِ" (متى 21: 9).
1- جاء المسيح إلى عالمنا في شكل عادى بسيط. ولد المسيح من امرأة كما يولد كل طفل، ومع أن ولادته كانت معجزيه إذ ولد من مريم العذراء الطاهرة دون أب بشرى، ولكن السماء لم تنشق عن مركبة ضخمة من نار ونور، تنزل بشكل خارق على الأرض، وسط بروق ورعود وزلازل صاخبة.
1- أطلق على المسيح لقب المعلم ولم يكن يطلق هذا اللقب إلا على النخبة المتميزة المحترمة من رجال الدين. ناداه تلاميذه ومستمعوه بالمعلم، حتى نيقوديموس، عضو السنهدريم (أعلى سلطة تشريعية في البلاد) حين جاء الى
أولاً:موقف المسيح من الناموس والأنبياء (متى 5: 17-20)
1- كان تعليم المسيح غريباً على مستمعيه، فما تعلَّموه من الناموس والأنبياء القدامى، يختلف عَمَّا يُعَلِّمه المسيح الآن. وحتى لا يتصوروا أنه جاء ليهدم الناموس، وينقض الأنبياء، أكد المسيح أنه لم يأتِ لينقض بل ليُكمِّل. المسيح لم يلغِ أو ينسخ أو يشطب القديم، لكنه تمم وكمَّل.
كانت حياة المسيح تعلن قوة وعظمة سلطانه الفريد؛ أعلن المسيح من خلال معجزاته أنه هو الله، فلقد تنوعت معجزاته، من شفاء مرضى،إلى إخراج شياطين، لإعلان سلطانه الفائق على الطبيعة وإخضاعها لأمره، إلى إقامة الموتى، وتجلت عظمة سلطانه في قدرته على غفران الخطايا، لكن المسيح لم يصنع هذه المعجزات ليتباهى بقوته، ويفتخر بقدرته، ويُبهِر الناس بمعجزاته،
لم يكن المسيح يصنع المعجزات في كل مكان، وبدون مناسبة وحسب رغبة الناس بالعكس .. حين طلب الفريسيون أن يصنع لهم آية، رفض وقال "جِيلٌ شِرِّيرُ وَفَاسِقٌ وَلاَ تُعطَى لَهُ آَيَةً" كان المسيح يصنع المعجزات بهدف إعلان مجد الله، وتأكيد رسالته، ورفع المعاناة عن المتعبين والمرضى والحزانى من الشعب،
أولاً : في البستان (مرقس 14: 32-42، لوقا 22: 39-46).
1- كان المسيح معتاداً أن يصحب تلاميذه إلى بستان جثسيماني بجبل الزيتون ليصلى معهم. وبعد العشاء الأخير، حيث منتصف الليل، خرج المسيح مع تلاميذه، وساروا في رطوبة الليل تحت شعاع القمر، لِيُصَّلوا في البستان.
1- ما أن أسلم بيلاطس البنطي المسيح لليهود ليصلبوه، حتى أخذه الجند وجمعوا كل الكتيبة حوله، فخلعوا عنه ملابسه، وألبسوه رداءً قرمزياً، وضفروا من الشوك إكليلاً على شكل تاج ووضعوه على رأسه، وقصبة في يمينه. ثم أخذوا يهزأون به، ويبصقون عليه، ويضربونه على رأسه. ثم ألبسوه ثيابه، ومضوا به ليصلب.
جاء فجر يوم الأحد يعلن انتصار المسيح على الموت، فبعد أن مرت ثلاثة أيام كئيبة. أتى الفجر وفي الساعات الأولى منه، حدثت زلزلة عظيمة. اهتزت الأرض وارتجفت. وتمايلت بشدة الأشجار في البستان. وسقط الحراس على الأرض،